عامر العظم
8 فبراير 2025
لا تزال أزمة تدريس الترجمة في الجامعات العربية قائمة، حيث يشغل أساتذة الترجمة مواقعهم دون امتلاك خبرات عملية حقيقية في المجال. يقتصر دورهم على الجانب النظري البحت، بعيدًا عن واقع الممارسة الفعلية، مما يؤدي إلى تخريج أجيال من المترجمين غير المؤهلين لدخول سوق العمل بكفاءة.
العملية التعليمية في كليات الترجمة تفتقر إلى التدريب العملي الجاد، سواء داخل الجامعات أو بالتعاون مع شركات ترجمة أو مؤسسات مهنية. لا يقوم الأساتذة بتوجيه الطلاب نحو التدريب الفعلي لدى مترجمين محترفين أو من خلال جمعيات متخصصة مثل جمعية المترجمين العرب، الأمر الذي يترك الخريجين بلا أي تأهيل عملي حقيقي.
إضافة إلى ذلك، لا توجد مناهج ترجمة قوية تواكب التطورات المتسارعة في مجال الترجمة، سواء من حيث الأساليب الحديثة، أو التقنيات المستخدمة، أو متطلبات سوق العمل العالمي. أغلب المناهج الحالية تقليدية، تركز على نظريات قديمة دون ربطها بالواقع المهني، مما يجعلها عاجزة عن تأهيل الطلبة عمليًا.
من الملاحظ أيضًا أن الأكاديمي العربي، بعد حصوله على الدكتوراه، يغلب عليه الشعور بـالأنا والفوقية، مما يجعله بعيدًا عن التطور المهني والتفاعل مع متطلبات السوق، في حين أن الترجمة علم تطبيقي يتطلب ممارسة دائمة، وليس مجرد تنظير أكاديمي.
إن إصلاح تدريس الترجمة يتطلب تغييرًا جوهريًا في المناهج، وإلزام الأساتذة بالانخراط في بيئة الترجمة العملية، إضافةً إلى بناء جسور بين الجامعات وسوق العمل لضمان تخريج مترجمين مؤهلين بحق.